Saturday, October 31, 2020

بعد المحن تولد المنح// السعيد عبد العاطي





بعد المحن تولد المنح 
( هذا رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ٠٠ !! )
يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله تفلحوا ٠٠
" اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"
[ابن هشام 1/ 420]
-------
عندما ننظر في واقع العرب قبل و بعد البعثة المحمدية نجد خطوط عريضة لمسيرة الدعوة الإسلامية سرا و علنا أبان مكة و المدينة و الفتح العظيم يوم مكة ودخول الناس أفواجا في دين الله بعد النصر المبين ٠
كل الأنبياء و المرسلين أرسلوا من أجل التوحيد " لا إله إلا الله ٠٠ لا معبود بحق غير الله " وبهذا تكون هداية الناس ، فهم مبشرين،و منذرين من قبل الله عز وجل ٠
في باديء الأمر كان النبي قبل دعوته له منزلة عظيمة بين قومه لشرف عشيرته و لنبل خلقه الكريم حتى لُقب بالصدق الأمين قبل بعثته ٠٠
و سرعان ما انقلب الأمر رأسا على عاقب بسبب منهجه و دعوته إلى الحق ٠٠
أيها الناس قولوا ٠٠
لا إله إلا الله محمد رسول الله ٠٠
فتكبروا و تجبروا و طال الأذى الرسول و من معه من المستضعفين وقد رموه بالحجارة و أشد الألفاظ مما أثر على نفسيته و طبيعته و لكن لم ييأس لحظة و استمر في دعوته إلى الحق على هدى و بصيره إلى أن أيده الله عز وجل ٠

و لم لا فقد تعرض لعدة محن مادية و معنوية فقد تم مات ابوه وهو جنين في بطن أمه ثم رحلت أمه و هو طفل ومات جده و عمه سنده و زوجته خديجة حصنه و أولاده الذكور و البنات إلا فاطمة الزهراء، و استمر الحصار و صحيفة المقاطعة و بيان المدينة و نقض العهد من قبل اليهود و المشركين ٠٠
مع التضيق عليه و على بني هاشم حقدا و حسدا على هذا النبي العربي نبي الرحمة و آخر الزمان ٠٠
و لا نغفل هنا بعض المواقف من أقرب الناس إليه حيث تطليق بعض بناته أم كلثوم و رقية من أولاد عمه - أبو لهب - الذي كان عكس عمه أبو طالب الذى حرص على نصرته منذ الوهلة الأولى حتى وفاته ٠٠
و لا ننس خذلان الطائف و ثقيف له ، و تشجيع أولادهم لمطاردته و إلقاء الحجارة حتى أدموا قدمه الشريفة و العبارات الفجة مجنون وساحر و كذاب ٠٠٠ الخ ٠٠
وفجأة يلجأ شاكيا ضعفه إلى ربه بهذا الدعاء السابق ذكر ٠٠
اللهم إليك أشكو ضعفي وقلة حيلتي ٠٠
بعد أن ضاقت به السبل و المحن ٠٠
و علم أن الأسباب بيد الله تعالى و بعد العسر يسر و مفتاح الفرج و النصر بعد هذا الصبر الجميل تولد المنح من جديد ٠٠
فتكون الرحلة السماوية له للتسلية و فرض الصلاة و التعرف على حال أصحاب النعيم و الجحيم للاطمئنان و الثبات و اليقين ٠٠
ثم يأتي نصر الله و الفوز الكبير على أعدائه في مكة و الطائف و ثقيف ٠٠
ليثبت للناس في يوم الفتح العظيم رسالته الخاتمة و تتبدل المحنة إلى منحة من الله الواحد الأحد بعد البشارات ٠٠
و كأن الله عز وجل يعلمه ٠٠
يا محمد أنت العزيز وهم الإذلاء، حتى إذا قهرتهم في غزوة حنين في العام الثامن من الهجرة، وقتلت منهم وأسرت، جاءو إليك معتذرين، يطلبون سباياهم، فتفك نسائهم من الأسر وأولادهم من الرق ، وتعفو وتصفح الصفح الجميل ، يوم المرحمة لا الملحمة و فتح مكة ٠٠ فيدخلوا في الإسلام و تبدأ حياة جديدة قائمة على العدل و المساواة و عبادة الله الخالصة نحو الصراط المستقيم ٠
صلاة و سلاما عليك أيها الحبيب خير الخلق كلهم صاحب الشفاعة يا من حرصت علينا في كل موقف وحين ٠٠
أمتي أمتي أمتي ٠٠
و على الله قصد السبيل ٠٠
و للحديث بقية أن شاء الله ٠

14

 

No comments:

Post a Comment

كل شيء اصبح مغشوش ... بقلم/العم الغالي علي ابو المجد سباق

كل شيء أصبح  مغشوش  حتى الوشوش  كله بقى فاجر وبيلعب على المكشوف دنيا بقت فاشيه ومليانه وحوحش ضاعت فيها الرجوله وكله بقى حلق حوش ماتت القيم و...